وفرغ بلال من الأذان ، وصلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بنا الظهر ، لم نصل وراء أحد قط أتم صلاة ولا أوجه منه ، ثم انصرف إلى بيته ، فدخل ، فلم يلبث أن خرج إلينا فقيل لنا : صلى في بيته ركعتين.
فدعا بنا ، فقال : «أين أهلكم»؟
فقلنا : قريبا يا رسول الله ، هم بهذه السرية.
فقال : «كيف بلادكم»؟
فقلنا : مخصبون.
فقال : «الحمد لله».
فأقمنا أياما ، وتعلمنا القرآن والسنن ، وضيافته «صلىاللهعليهوآله» تجري علينا ، ثم جئنا نودعه منصرفين ، فقال لبلال : «أجزهم كما تجيز الوفود».
فجاء بنقر من فضة ، فأعطى كل رجل منا خمس أواق وقال : ليس عندنا دراهم ، فانصرفنا إلى بلادنا (١).
ونقول :
لا إسلام لمن لا هجرة له :
إن هذه الرواية قد تضمنت قولهم : إنه بلغهم أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ، وقد لاحظنا : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يقل لهم : إنه لا هجرة بعد
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٩٥ عن الواقدي ، وابن سعد ، وفي هامشه عن : الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج ٢ ص ٦٣ ، ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٢٨٦ ، والبداية والنهاية لابن كثير ج ٥ ص ١٠٤ ، والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ١٧٢.