وفود بني ثعلبة :
عن رجل من بني ثعلبة [عن أبيه] قال : لما قدم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» من الجعرانة سنة ثمان قدمنا عليه أربعة نفر ، وافدين مقرين بالإسلام. فنزلنا دار رملة بنت الحارث (١) ، فجاءنا بلال ، فنظر إلينا فقال : أمعكم غيركم؟
قلنا : لا.
فانصرف عنا ، فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتانا بجفنة من ثريد بلبن وسمن ، فأكلنا حتى نهلنا. ثم رحنا الظهر ، فإذا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد خرج من بيته ورأسه يقطر ماء ، فرمى ببصره إلينا ، فأسرعنا إليه ، وبلال يقيم الصلاة.
فسلمنا عليه وقلنا : يا رسول الله ، نحن رسل من خلفنا من قومنا ، ونحن [وهم] مقرون بالإسلام ، وهم في مواشيهم وما يصلحها إلا هم ، وقد قيل لنا يا رسول الله : «لا إسلام لمن لا هجرة له»
فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «حيثما كنتم واتقيتم الله فلا يضركم».
__________________
(١) الحارث : جد رملة ، أما أبوها فاسمه الحدث (بفتح الدال) بن ثعلبة بن الحرث كما يقول الواقدي. وعند ابن سعد اسمه الحرث : راجع : الإصابة ج ٤ ص ٣٠٥.