وآله» القلب المشوي ليأكله .. ولو أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يواجهه بهذا الأمر ، فلربما يؤدي التزامه بأمر الجاهلية إلى أن يستقر هذا الأمر الخاطئ في داخل نفسه من جديد ، ولربما يضاف إليه أمور جاهلية أخرى ، إلى أن ينتهي به الحال إلى العودة إلى ما كان عليه قبل إسلامه ..
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة :
وقد زعمت الرواية المتقدمة : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أخبر ذينك الرجلين بأن أمهما في النار ، بعد أن أطعمهما القلب ، فلما غضبا أضاف أمه «صلىاللهعليهوآله» إلى أمهما ، فحكم عليها أنها في النار أيضا استرضاء لهما ، ولكنهما لم يقبلا منه وذهبا ..
ولسنا بحاجة إلى القول : بأن أساس الرواية مشكوك ، فإن هذه الطريقة التي نسب إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» أنه عامل بها ذينك الرجلين ، ليست من مصاديق الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، بل هي قد أدت إلى تنفير هذين الرجلين من الإسلام ، وصدودهما عنه ، رغم زعمهم أنه «صلىاللهعليهوآله» قد واساهما بنفسه بإضافة أمه إلى أمهما ، فلاحظ الفقرة التالية :
الموؤودة في النار ، وأمي مع أمكما :
قد ذكر النص المتقدم : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قال : «الوائدة والموؤودة في النار ، فقام قيس بن سلمة ، وقيس بن يزيد وهما مغضبان ، فقال «صلىاللهعليهوآله» : وأمي وأمكما في النار».