ونقول :
كنا قد ذكرنا في أكثر من موضع : أن الناس كانوا يرون أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لا بد أن يكون قادرا على شفائهم من كل عاهة ، وأنه ينزل الغيث ، ويخبر بالغائبات وما إلى ذلك ، ولم يكن النبي «صلىاللهعليهوآله» يسجل أي تحفظ على فهمهم هذا ، بل هو يستجيب إلى ما كانوا يطلبونه منه في هذا السياق .. وقد ذكر آنفا بعض ما يرتبط بذلك. ويبقى أن نشير هنا إلى ما يلي :
لا يكمل إسلامه إلا بأكل القلب :
قد يناقش البعض بأنه لا يجد وجها للقول المنسوب إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» للجعفيين : «لا يكمل إسلامكما إلا بأكل القلب» ، ثم شوى لهما قلبا وأطعمهما منه ..
ونجيب : بأن المقصود أن تحريم أي شيء مما أحله الله تعالى معناه : أن ثمة نقصا في إسلام من يحرم ذلك ، وتمام الإسلام وكماله إنما هو بالتسليم التام ، والقبول بكل ما جاء به النبي «صلىاللهعليهوآله» .. ولا يريد «صلىاللهعليهوآله» أن يقول : إن لأكل القلب خصوصية في الإسلام.
وقد كان لا بد من أن يرفع الحرج الناشئ عن رواسب الجاهلية ، فلأجل ذلك أطعمهما فعلا من قلب شواه لهما .. فإن من السهل على الإنسان أن يعلن قبوله بالشيء ، ولكنه حين يواجه به ، ويريد أن يصدق قوله بفعله تجده يصد عن ذلك ، وتأبى نفسه الإنصياع ..
ولذلك أرعدت يد سلمة بن يزيد حين ناوله النبي «صلى الله عليه