ثم قال : والثبات : النخيل القديم قد ضرب عروقه في الأرض (١).
فذلك كله يدل على : أنه «صلىاللهعليهوآله» يعاملهم كمسلمين .. ولا تضرب الجزية على المسلم.
والذي نراه هو : أن أكيدر نفسه وطائفة من قومه قد قبلوا الإسلام ، ولكن معظمهم أبى ذلك ، فأبقاه «صلىاللهعليهوآله» ملكا عليهم ، وأخذ منهم الجزية ، وخص المسلمين منهم ببعض الفقرات ، وهو أنه طلب منهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بحقها .. وربما يكون رواة الكتاب لم يدققوا في كلماته حين نقلوها لنا ، فلم يتضح الفصل في الخطاب بالنسبة للفريقين ..
خلع السلاح لماذا؟! :
وقد يسأل سائل عن السبب في أنه «صلىاللهعليهوآله» قد صالح هؤلاء القوم على شرط أخذ الحصون ، والسلاح وغيره من وسائل الحرب منهم.
ويمكن أن يجاب : بأن سبب ذلك هو أنهم كانوا لا يؤمن من غدرهم ، لبعدهم عن مركز الحكومة الإسلامية ، وقربهم من بلاد الأعداء.
ولعل الأقرب هو أن يقال : إن ملكهم قد أخذ ، وصالحوا خالدا على بعض أموالهم قبل أن يسلموا ، فأصبحت أرضهم ، وكل شيء لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. ثم إنهم حين أسلموا أعاد «صلىاللهعليهوآله»
__________________
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (ط دار صادر) ج ١ ص ٢٨٩ ومكاتيب الرسول للأحمدي ج ٣ ص ٣١٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٨ ص ٢٣٤ وإمتاع الأسماع للمقريزي ج ٢ ص ٦٥.