بل غاية ما احتاج إليه هو مجرد تحصيل السكون والطمأنينة إلى مصدر هذه التعاليم ، وأنها تنتهي إلى الوحي الإلهي ..
وأما عن اكتفاء ضمام بشهادة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، على النحو الذي تقدم ، فإننا نقول :
إن هناك عوامل عدة تفرض على ضمام أن ينصاع لما يقرره النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فهو يعرف موقع بني هاشم في الأمة ، ومكانتهم في قريش ، والعرب ، ومكة ، ويعرف أيضا ما كان من عبد المطلب في عام الفيل. بالإضافة إلى معرفته بسيرة النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» منذ طفولته حتى كهولته ، ولا شك في أن أحدا لم يكن يجهل معجزات رسول الله «صلىاللهعليهوآله» طيلة أكثر من عشرين سنة ، والقرآن الكريم معجزة حاضرة لهم في كل زمان ومكان .. بل إن معجزات علي «عليهالسلام» ومنها اقتلاعه باب خيبر ، وهي الأخرى معجزات للنبي «صلىاللهعليهوآله» ، ومن دلائل صحة النبوة. ولم يكن ذلك كله ليخفى على أحد في المنطقة العربية بأسرها ..
وهذا كله يعطي أن مطلوب ضمام هو الحصول على السكينة والطمأنينة ، باتصال النبي «صلىاللهعليهوآله» بالله عن طريق جبرئيل من نفس رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، بعد أن حصل على القناعات العقلية الكافية ، من خلال جميع ما أشرنا إليه وسواه.
اتق الجذام ، اتق البرص :
وواضح : أن ما كان يخشاه هؤلاء من اللّات والعزّى هي أمور حتى لو حصلت فعلا ، فإنه لا يمكن إقامة الدليل على أن لتلك الأصنام صلة بها.