٣ ـ إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد أخبرهم بما هم أعلم الناس به ، ويعرفون صحته ودقة ما يقوله. فإذا أظهر أنه أعلم منهم بما يدّعون لأنفسهم التقدم فيه ، فسوف يكون له أثر عميق على وجدانهم ، وإيمانهم ، بخلاف ما إذا حدّثهم بما لا يعرفون عنه قليلا ولا كثيرا ، فإنه سيكون حديثا غير ظاهر النتائج ، ولا يستطيعون حسم الأمر فيه ، لأنه سيكون خاضعا لجميع الإحتمالات.
النبي صلىاللهعليهوآله يرى ما في البحرين :
وقد ذكرت الرواية أيضا : أنه «صلىاللهعليهوآله» بعد أن ذكر لهم أنواع التمور حتى كأنه مولود في هجر قال : إن أرضكم رفعت لي منذ قعدتم إلي ، فنظرت من أدناها إلى أقصاها الخ ..
وإنما قال لهم ذلك ، بعد أن بين لهم أنه أعلم منهم بما هم أعرف الناس به. وبذلك يكون قد صدق الخبر الخبر ..
وهذا أدعى لرسوخ الإيمان ، وانقياد النفوس .. ثم إنه يكون بذلك قد نقلهم نقلة نوعية وكبيرة في مجال الإعتقاد ، والوقوف على بعض خصائص النبوة حين يخبرهم : بان الله قد رفع له جميع أرضهم ، من أدناها إلى أقصاها ، وأصبح يراها كأنها حاضرة لديه ، تماما كما جرى حين مات ملك الحبشة ، حيث رفع الله له كل خفض ، وخفض كل رفع. حتى رأى جسد النجاشي وصار أمامه ، وصلى عليه صلاة الميت كما قدمناه ..
خصلتان جبل الأشج عليهما :
وقد ذكرت الرواية : أن الله قد جبل الأشج على خصلتين ، هما : الحلم والأناة ..