سأل حفيد إبليس إن كان يعرف وصيه ، فقال : إذا نظر إليه يعرفه بصفته واسمه الذي قرأه في الكتب.
فقال له : انظر ، فنظر في الحاضرين ، فلم يجده فيهم.
وبعد حديث طويل سأله فيه النبي «صلىاللهعليهوآله» عن أوصياء الأنبياء «عليهمالسلام» ، وأجابه ، ووصف له عليا «عليهالسلام» ، ثم جاء علي «عليهالسلام» فعرفه بمجرد أن وقع نظره عليه.
ثم تذكر الرواية : أن الهام بن الهيم بن لا قيس قتل بصفين (١).
ثانيا : إن نفس اعتراض هذا الجني على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حين طلب من علي «عليهالسلام» أن يعلمه شيئا من القرآن يدل على خلل أساسي في إيمانه ، لأن الإيمان برسول الله «صلىاللهعليهوآله» معناه الطاعة له ، والإستسلام لأوامره ونواهيه ، ومن يرفض ذلك لا يكون كذلك.
ثالثا : ما الذي جعل لهذا الجني الحق في أن لا يطيع ما عدا الأنبياء وأوصياءهم ، حتى حين يأمرهم الأنبياء والأوصياء بذلك؟ وما الذي يميزه عن غيره من بني جنسه في ذلك؟!
وفود السباع :
١ ـ عن أبي هريرة قال : جاء ذئب إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فأقعى بين يديه ، وجعل يبصبص بذنبه ، فقال رسول الله «صلى الله عليه
__________________
(١) البحار ج ٣٨ ص ٥٤ ـ ٥٧ وج ٢٧ ص ١٥ ـ ١٧ وأشار في هامشه إلى الروضة ص ٤١ و ٤٢ وبصائر الدرجات ص ٢٧ والروضة في فضائل أمير المؤمنين لابن جبرئيل القمي ص ٢٢٣.