٤ ـ غير أن هذه الرواية قد تضمنت دعوى أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قال للعنسي : رب خطيب من عنس ، ونحن لا نجد أي تناسب لهذه الكلمة مع قول العنسي وفعله ، فهو لم يخطب ، بل أخبر عن إيمانه وسببه ، كما أننا لم نتأكد من وجود أية شهرة للعنسيين في الخطابة ..
إلا أن يقال : قد يكون عدم اشتهار العنسيين بالخطابة ، هو الذي دعا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلى قوله : رب خطيب من عنس ـ أي عنس التي لا خطابة فيها يظهر منها خطيب .. فلاحظ.
وفود جعدة :
عن رجل من بني عقيل قال : وفد إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» الرقاد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة بن كعب. وأعطاه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بالفلج ضيعة ، وكتب لهم كتابا وهو عندهم (١).
وفود الحجاج بن علاط السلمي :
عن واثلة بن الأسقع قال : سبب إسلام الحجاج بن علاط أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة ، فلما جن عليه الليل وهو في واد موحش مخوف ، فقال له أصحابه : قم يا أبا كلاب فخذ لنفسك ولأصحابك أمانا.
فقام الحجاج بن علاط يطوف حولهم يكلؤهم ويقول : أعيذ نفسي ، وأعيذ صحبي ، من كل جني بهذا النقب ، حتى أؤوب سالما وركبي.
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣١٤ عن طبقات ابن سعد (ط ليدن) ج ١ ق ٢ ص ٤٦ ومجموعة الوثائق السياسية ص ٣١٨.