أسئلة لا تجد لها جوابا :
قد تضمن هذا النص أمورا عديدة هي مثار أسئلة حقيقية ، ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام ، بل هي تفرض على الإنسان المنصف أن يدير ظهره لنصوص لا تستطيع أن تجيب على ما ينقضها. ونحن نجمل هذه الأسئلة على النحو التالي :
١ ـ ماذا يمثل معاوية بن حيدة من خطورة على مسيرة أهل الإيمان ، حتى يواجهه النبي «صلىاللهعليهوآله» بهذا الخطاب الذي يعبر عن أن ابن حيدة يمثل موقعا أساسيا في التحدي المفعم بالبغي على الإسلام وأهله ، إلى حد أن النبي «صلىاللهعليهوآله» طلب من ربه أن يأخذهم بالرعب وبالسنين حتى تحيفهم (أي تلح عليهم بشدة واستقصاء بالغ).
٢ ـ وحين أصابت السّنة قريشا ، وهم أعدى أعدائه ، إن قريشا ليس فقط لم تبادر إلى الإسلام ، بل هي أصرت على حربه ، واستئصال شأفته ، ولم يجبرها إلحاح السنين على التخلي عن موقفها ، فلماذا يدعو النبي «صلىاللهعليهوآله» بإلحاح السنين وهو قد جربها وعرف أن لا أثر لها؟! فهل كان «صلىاللهعليهوآله» قد أخطأ التقدير والعياذ بالله ، فظن أن للسنين أثرا؟!
٣ ـ وهل كان الله سبحانه يعامل الناس بهذه الطريقة ليجبرهم على قبول دينه؟! وإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لم يستعمل هذه الوسيلة بالنسبة لجميع الأمم السالفة .. ليوفر على الأنبياء بعضا من عنائهم؟!
أم أنه فعل ذلك ولم يؤثر شيئا في السابق ، فلماذا عاد في اللاحق إلى وسيلة لا أثر لها؟!
٤ ـ نلاحظ : أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يترك قريشا تكابد الجوع حتى