ويجاب : بأن ذلك يخالف ظاهر الحديث ، فقد كان باب الحصن بمرأى من جيش خالد ، ففي النصوص المتقدمة : أنهم قد فصلوا من الحصن وخيل خالد تنظر إليهم ، وهذا معناه : أن جيش خالد كان بحيث يرى الحصن. وليس إلى الجهة الأخرى منه ..
وفيه أيضا : أن خالدا خرج إليه ـ أي أكيدر ـ حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين في ليلة مقمرة صائفة ، وهو على سطح له .. ثم تستمر الرواية في وصف ما جرى إلى أن تقول : وخيل خالد تنظر إليهم ، ولا يصول منها فرس ولا يجول ..
فهذا السياق ظاهر في : أن خيل خالد قد وصلت إلى الحصن حين كان أكيدر على سطح له. ثم وصفت صعوده إلى سطح الحصن نفسه وسائر ما جرى .. وإنما جاءت البقر الوحشية في هذه الأثناء.
كما أن ذلك قد حصل من دون أن تبدر من خيل خالد أية بادرة ، تشي بوجودها على مقربة منهم ..
دومة الجندل فتحت صلحا :
وقد جاء في سياق الحديث عن هذه السرية : أن خالدا قد أخذ أكيدر ، وهو في الصيد ، ثم صالحه على أن يفتح له الحصن ، فصالحه على ألفي بعير ، وثمان مائة رأس الخ ..
وانتهى الأمر عند هذا الحد ..
ومن الواضح : أن الأرض المفتوحة صلحا ، من دون أن يوجف عليها بخيل ولا ركاب تكون للنبي «صلىاللهعليهوآله» خالصة له ..