٢ ـ كيف وصلت خيل خالد إلى حصن أكيدر ، حتى رأوا أكيدر وامرأته على السطح وحركاتهما ، ووقفت تلك الخيل الكثيرة جدا بأصحابها ، ولم تصهل ولم تحمحم ، ولم يسمع أحد صوت وقع حوافرها في ليل يهيمن عليه السكون ، وتكون الأصوات فيه أوضح مما تكون عليه في النهار ..
وقد تنبه الرواة لهذه الملاحظة ، فأدرجوا في كلامهم عبارة : «لا يصول منها فرس ولا يجول»!!
٣ ـ إن البقر الوحشية قد اقتربت من الحصن حتى صارت تحك بابه بقرونها ..
والسؤال هو : إذا كان أكيدر وزوجته ، وربما من كان معه قد رأوا البقر الوحشية تحك باب الحصن بقرونها ، فذلك يعني : أنهم قد راقبوها ، ورصدوا حركتها ، والمفروض : أن الليلة كانت مقمرة ، والرؤية فيها ممكنة حتى إن خيل خالد رصدت أكيدر وزوجته ، وراقبت حركتهم بدقة. فلماذا لم يرهم أكيدر ، أو زوجته ، أو أي من الرجال الذين خرج بهم من الحصن حين كانوا يتابعون حركة البقر الوحشية؟! أم أنهم قد لبسوا طاقية الإخفاء عن كل هؤلاء الناس؟
٤ ـ لماذا لم تنفر البقر الوحشية من جيش خالد؟! وكيف تمكن خالد من الإقتراب منها إلى هذا الحد؟!
إلا أن يقال : إن رؤيتهم البقر الوحشية تحك بقرونها باب الحصن لعله كان قبل قدوم خالد وجيشه ، أو أن البقر الوحشية قدمت من جهة ، وقدم خالد وجيشه من الجهة الأخرى ..