وذلك في صحوة وجدانية هيّأت لها الأجواء التي تعيشها المنطقة في ظل تنامي المد الإيماني ، المعتمد على قوة المنطق ، والمنسجم مع ما يحكم به العقل ، وتقضي به الفطرة ، وقد تعزّز ذلك بالإنتصارات التي كان يحققها أهل الإيمان على من لجأوا إلى منطق العدوان ، والتحدي ، بعد أن ظهر عجزهم عن مقارعة الحجة بالحجة ، فاختاروا أن يكونوا في موقع المحارب والمعادي للحق ، وللصدق ، وللقيم الإنسانية والأخلاقية ، ومسلمات العقل الصحيح والسليم.
ولأجل ذلك استحق راشد الوسام النبوي الكريم ، الذي أشار إلى أن راشدا خير بني سليم ، ولكنهم قد أضافوا إلى النص كلمة لا معنى ولا مبرر لها ، وهي قولهم : «خير قرى عربية خيبر» رغم أن خيبرا كانت بيد اليهود ، الذين لم يكونوا من العرب.
بل يكفي أن نقول في رد ذلك :
إن أم القرى هي مكة ، ولا شك في انها عربية ، وانها خير قرية عربية ، كما أن المدينة هي من القرى العربية ، وهي خير من خيبر أيضا ..
على أننا لا نجد أية مناسبة بين الثناء على راشد ، وبين الثناء على خيبر ..
الرجل الطويل اللسان :
ويستوقفنا تعبير منسوب للنبي «صلىاللهعليهوآله» أنه قال في الثناء على قدد بن عمّار : «الحسن الوجه ، الطويل اللسان» فإن عبارة الطويل اللسان إنما تستعمل في مقام الذم ، لإفادة أنه كثير الكلام ، أو أنه يتطاول بكلامه على الآخرين. فما معنى أن تجعل من مفردات المدح والثناء.؟!