ونقول :
إن هذا النص لا يعد مخالفا لقول النبي «صلىاللهعليهوآله» لخالد عن أكيدر : إن ظفرت به فلا تقتله ، إذ لعله أراد أن يوهم أكيدر بعزمه على قتله لو رفض طلبه ، ليستجيب لطلبه ، ويفتح له الحصن من دون قتال. ولا ضير في ممارسة أسلوب كهذا إذا كان يوفر على المسلمين تعريض أنفسهم لأخطار هم في غنى عنها.
غير أننا نقول :
ماذا لو أن أكيدر رفض الإستجابة لطلب خالد؟! فهل كان سيقتله ، فيكون بذلك مخالفا أمر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ومنقادا لحميته ، ومؤثرا لإظهار قوة كلمته وشدته؟! أم أنه سيبحث عن مخرج آخر؟!
إننا نترك الإجابة عن ذلك ، وترجيح أي من الإحتمالين المذكورين إلى من درس نفسية خالد ، وعرف تاريخه ، وجرأته على الخلاف. وضعف التزامه بما يفرضه شرع الله ، وطاعة أوامر رسول الله وأوليائه ..
بطولة؟! أم مهمة إحراجية :
وقد صرحت تلك النصوص : بأن خالدا قد تردد في قبول المهمة رغم أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد جعل تحت امرته أربع ماية وعشرين فارسا ، فقال : كيف لي به ، وهو وسط بلاد كلب؟! وإنما أنا في أناس يسيرين ..
فقال له «صلىاللهعليهوآله» : إنك تجده ليلا يصيد البقر ، فتأخذه ، فيفتح الله لك دومة الجندل ، فإن ظفرت به ، فلا تقتله الخ ..