لأنها رأت أن جعل الدهناء هي الحاجز بين الفريقين مضر بحال قومها ، ربما لأنه يمنعهم من الوصول إلى مواضع يحتاجون إلى الوصول إليها ..
ولعلها قد لاحظت أيضا : أنه بصدد التشفي بقومها حين أضاف بلا مبرر ظاهر قوله : «وكانت الدائرة عليهم» ، حيث لم يسأله النبي «صلىاللهعليهوآله» عن نتيجة ما جرى ، بل سأله عن أصل حدوث شيء ..
كما أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يلاحظ : أن لدى الحارث نوايا سيئة وراء طلبه هذا ، فهو إنما أراد أن يحجز بين الفريقين ليحقن الدماء ، ولم يكن يقصد الإضرار بتميم فيما يرتبط بمعاشها ، أو في حريتها بالتنقل والتقلب في البلاد المختلفة للتجارة أو لسواها ..
٤ ـ وفود جهينة :
عن أبي عبد الرحمن المدنيّ قال : لما قدم النبي «صلىاللهعليهوآله» المدينة وفد إليه عبد العزّى بن بدر الجهنيّ ، من بني الرّبعة بن زيدان بن قيس بن جهينة ، ومعه أخوه لأمه أبو روعة ، وهو ابن عمّ له. فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لعبد العزّى : «أنت عبد الله».
ولأبي روعة : «أنت رعت العدو إن شاء الله».
وقال : «من أنتم»؟.
قالوا : «بنو غيّان».
قال : «أنتم بنو رشدان». وكان اسم واديهم غوى ، فسمّاه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ـ رشدا ـ وقال لجبلي جهينة : «الأشعر والأجرد : هما من جبال الجنة ، لا تطؤهما فتنة». وأعطى اللواء يوم الفتح عبد الله بن بدر ،