والشعور بالأمن والسلام ، ثم التفرغ للتأمل والتفكير ، والتعرف على المشكلات وقهر الموانع وتجاوز العقبات ، والتخطيط ، واستنباط وسائل التغلب عليها بالتسلح بالعلم والمعرفة ، ثم السعي للحصول على القدرات اللازمة لذلك كله.
وبديهي : أن يكون ذلك كله مرهونا بالإستقرار المؤدي لإعمار الأرض ، من خلال الإرتباط بها ، وبذل الجهد في استخراج خيراتها ، ومعادنها وكل ما فيها ، ووضع ثمرات هذا الجهد في التداول ، والإهتمام بتطوير الحياة به ومن خلاله. ولا يكون ذلك كله ممكنا إلا بالتعاون والتعاضد ، والعمل على إنتاج رؤية سليمة تؤدي إلى تطويع وإخضاع قوانين الطبيعة لإرادة الإنسان ، لتكون في خدمته ..
ولا مجال للنجاح في ذلك كله ، إلا في ظل الأطروحة الصحيحة ، التي تحدد الأهداف القصوى ، وتحفظ مسيرة الوصول إليها وسلامتها. وتهيمن على المسار والمسير ، وتمنح الثقة بالنجاح والفلاح ، من خلال تضافر الجهود ، واستنفار العقول.
سياسة الإسلام للتخلص من البداوة :
وقد كان لا بد من الخروج من حياة البداوة ، والعمل على بناء مجتمع مدني قوي وفاعل ، وقد عمل الرسول الكريم «صلىاللهعليهوآله» على تحقيق هذا الغرض النبيل ، من خلال إجراءات عديدة ومتنوعة ، فأوجب على الإنسان نفقات ، وحمّله مسؤوليات مالية ، ثم حثّه على العمل واعتبره كالجهاد في سبيل الله ، وحث على الهجرة من البدو ، وعلى السعي في سبيل