الجلند بن المستكبر ، الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا ، أنا ملك ابن ملك.
فقال له النبي «صلىاللهعليهوآله» : «أنت أبو صفرة ، دع عنك سارقا وظالما».
فقال : أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أنك عبده ورسوله حقا حقا يا رسول الله ، وإن لي ثمانية عشر ذكرا وقد رزقت بأخرة بنتا سميتها صفرة.
فقال له رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : «فأنت أبو صفرة» (١).
ونقول :
نسب الأطهار :
نحب لفت النظر إلى سلسلة الأسماء قاطع ، بن سارق ، بن ظالم .. وابن مرة ، وابن المستكبر الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا ..
فإنها سلسلة لا يصح التباهي بها ، وليست هذه الأسماء من أسماء الملوك ، بل إن السوقة من الناس ، والسراق أنفسهم لا يرضون بأن يناديهم أحد باسم سارق ويرونه عيبا وعارا ، فكيف يتباهى به هؤلاء؟! ثم يعتبرون أنفسهم ملوكا ..
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عقلية وذهنية ، وأجواء وطموحات وقيم أولئك الناس الذين تعامل معهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وسرعان ما جعل منهم أمة رائدة في كل المجالات العلمية والأخلاقية ، والحضارية ، بهرت الأمم بقيمها ، وبسموّ أهدافها ، وبنهجها
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٣٥٢ عن ابن مندة ، وابن عساكر ، والديلمي ، وفي هامشه عن كنز العمال (٣٧٥٧٣) ، والإصابة ج ٧ ص ١٨٥.