بعزمة شيحان الفؤاد مصمّم |
|
يقوم به أقصى الوجود ويقعد(١) |
مشيئته ما شاءه الله ، إنّه |
|
إذا همّ فالحكم الإلهيّ يسعد |
كتائبه مشفوعة بملائك |
|
ترادفها في كلّ حال وترفد(٢) |
وما ذاك إلّا نيّة خلصت له |
|
فليس له فيما سوى الله مقصد |
إذا خطبت راياته وسط محفل |
|
ترى قمم الأعداء في التّرب تسجد |
وإن نطقت بالفصل فيهم سيوفه |
|
أقرّ بأمر الله من كان يجحد |
معيد علوم الدّين بعد ارتفاعها |
|
ومبدي علوم لم تكن قبل تعهد |
وباسط أنوار الهداية في الورى |
|
وقد ضمّ قرص الشّمس في الغرب ملحد |
وقد كان ضوء الشّمس عند طلوعها |
|
يغان بأكنان الضّلال ويغمد (٣) |
فما زال يجلو عن مطالعها الصّدا |
|
ويبرزها بيضاء والجوّ أسود |
جزى الله عن هذا الأنام خليفة |
|
به شربوا ماء الحياة فخلّدوا |
وحيّاه ما دامت محاسن ذكره |
|
على مدرج الأيّام تتلى وتنشد |
لمصحف عثمان الشّهيد وجمعه |
|
تبيّن أنّ الحقّ بالحقّ يعضد(٤) |
تحامته أيدي الرّوم بعد انتسافه |
|
وقد كاد لو لا سعده يتبدّد |
فما هو إلّا أن تمرّس صارخ |
|
بدعوته العليا فصين المبدّد |
وجاء وليّ الثّأر يرغب نصره |
|
فلبّاه منه عزمه المتجرّد |
رأى أثر المسفوح في صفحاته |
|
فقام لأخذ الثّأر منه مؤيّد |
وشبّهه بالبدر وقت خسوفه |
|
فلله تشبيه له الشّرع يشهد(٥) |
زمان ارتفاع العلم كان خسوفه |
|
وقد عاد بالمهديّ والعود أحمد |
أتتك أمير المؤمنين ألوكة |
|
من الحرم الأقصى لأمرك تمهد(٦) |
سيوف بني عيلان قامت شهيرة |
|
لدعوتك العلياء تهدي وترشد |
وطافت ببيت الله فاشتدّ شوقه |
|
إليك ولبّى منه حجر ومسجد |
__________________
(١) شيحان الفؤاد : حازم الفؤاد ، قويه.
(٢) ترادفها : تتبعها ، ويكون لها رديف.
(٣) يغان : يغطى بالغيم. والأكنان : جمع كنّ ، وهو الستر.
(٤) يعضد : يعان ، يساعد.
(٥) في ج : قبل خسوفه. و : فلله تشبيه به الشرع.
(٦) الألوكة : الرسالة.