ألا ليس فخر في الورى غير فخرهم |
|
وإلّا فإنّ الفخر زور وبهتان |
فيا مستعينا مستغاثا لمن نبا |
|
به وطن يوما وعضّته أزمان (١) |
كسوتك من نظمي قلادة مفخر |
|
يباهي بها جيد المعالي ويزدان (٢) |
وإن قصرت عمّا لبست فربّما |
|
تجاور درّ في النّظام ومرجان |
معان حكت غنج الحسان كأنّني |
|
بهن حبيب أو بطليوس بغدان (٣) |
إذا غرست كفّاك غرس مكارم |
|
بأرضي أحنتك الثّنا منه أغصان (٤) |
وقال في وصف مجلس لأبي عيسى بن لبّون أحضر إليه ابن السيد منوها بقدره ، ما صورته :
وأحضره إلى مجلس نام عنه الدهر وغفل ، وقام لفرط أنسه واحتفل ، قد بانت صروفه ، ودنت من الزائر قطوفه ، وقال : هل بنا إلى الاجتماع بمذهبك ، والاستمتاع بما شئته من براعة (٥) أدبك ، فأقاموا يعملون كأسهم ، ويصلون إيناسهم ، وباتوا ليلتهم (٦) ما طرقهم نوم ، ولا عداهم عن طيب اللذات سوم.
ثم قال بعد كلام كثير : وحضر ابن السيد عند عبد الرحمن الظافر بن ذي النون مجلسا رفعت فيه المنى لواءها ، وخلعت عليه أضواءها ، وزفّت إليه المسرات أبكارها ، وفارقت إليه الطير أوكارها ، فقال يصف (٧) : [الرجز]
لم تر عيني مثله ولا ترى |
|
أنفس في نفسي وأبهى منظرا |
إذا تردّى وشيه المصوّرا |
|
من حوك صنعاء وحوك عبقرا |
ونسج قرقوب ونسج تسترا |
|
خلت الرّبيع الطّلق فيه نوّرا (٨) |
__________________
(١) في ب ، ه : فيا مستعينا مستعانا.
(٢) في ب : جيد الزمان ويزدان.
(٣) بغدان : بغداد.
(٤) في ب : أجنتك الثنا.
(٥) في ب : ه : ببراعة أدبك.
(٦) في ب ، ه : باتوا ليلهم.
(٧) في ب ، ورد البيت التالي ، أولا :
ومجلس جم الملاهي أزهرا |
|
ألذّ في الأجفان من طعم الكرى |
|
(٨) قرقوب : بين واسط والأهواز. وتستر : مدينة بخوزستان.