وهبني أجني ورد خدّ بناظري |
|
فمن أين لي منه بتفّاح لبنان |
يعلّلني منه بموعد رشفة |
|
خيال له يغرى بمطل وليّان |
حبيب عليه لجّة من صوارم |
|
علاها حباب من أسنّة مرّان |
تراءى لنا في مثل صورة يوسف |
|
تراءى لنا في مثل ملك سليمان |
طوى برده منها صحيفة فتنة |
|
قرأنا له من وجهه سطر عنوان |
محبّته ديني ومثواه كعبتي |
|
ورؤيته حجّي وذكراه قرآني |
وقال (٢) : [الطويل]
وليل تعاطينا المدام وبيننا |
|
حديث كما هبّ النّسيم على الورد |
نعاوده والكاس يعبق نفحه |
|
وأطيب منها ما نعيد وما نبدي (٣) |
ونقلي أقاح الثّغر أو سوسن الطّلى |
|
ونرجسة الأجفان أو وردة الخدّ |
إلى أن سرت في جسمه الكاس والكرى |
|
وما لا بعطفيه فمال على عضدي |
فأقبلت أستهدي لما بين أضلعي |
|
من الحرّ ما بين الضّلوع من البرد (٤) |
وعاينته قد سلّ من وشي برده |
|
فعانقت منه السّيف سلّ من الغمد |
ليان مجسّن واستقامة قامة |
|
وهزّة أعطاف ورونق إفرند(٥) |
أغازل منه الغصن في مغرس النّقا |
|
وألثم وجه الشّمس في مطلع السعد |
فإن لم يكنها أو تكنه فإنّه |
|
أخوها كما قدّ الشّراك من الجلد |
تسافر كلتا راحتيّ بجسمه |
|
فطورا إلى خصر وطورا إلى نهد |
فتهبط من كشحيه كفي تهامة |
|
وتصعد من نهديه أخرى إلى نجد |
وقال أيضا (٦) : [الكامل]
ورداء ليل بات فيه معانقي |
|
طيف ألمّ بظبية الوعساء |
__________________
(١) الليان : المطل ، التسويف.
(٢) ديوان ابن خفاجة ص ٣٤٨. وفي ب : وقال أيضا رحمه الله تعالى.
(٣) في ه : نعانقه والكأس تعبق نفحة ، وفي الديوان : تعبق مسكة.
(٤) في الديوان وفي الذخيرة : من الحرّ ما بين الثنايا من البرد.
(٥) الإفرند : جوهر السيف ووشيه.
(٦) ديوان ابن خفاجة ص ١٥٣.