ما زلت أرقي بالقريض جنونه |
|
حتى استكان ، وكان منه إباء |
فظفرت منه بمدّة لو أنّها |
|
دامت لدامت لي بها السّرّاء |
صفو تكدّر بالتحرّك ، ليته |
|
ما زال ، لكن لا يردّ قضاء(٢) |
إنّ الفراق هو المنيّة ، إنّما |
|
أهل النّوى ماتوا وهم أحياء |
لو لا تذكّر لذّة طابت لنا |
|
بذرى الجزيرة حيث طاب هواء |
وجرى النّسيم على الخليج معطّرا |
|
وتبدّدت في الدّوحة الأنداء |
ما كابدت نفسي أليم تفكّر |
|
ألوى به عن جفني الإغضاء(٣) |
يا نهر حمص لا عدتك مسرّة |
|
ماء يسيل لديك أم صهباء |
كلّ النّفوس تهشّ فيك كأنّما |
|
جمعت عليك شتاتها الأهواء |
ودّي إليك مع الزّمان مجدّد |
|
ما إن يحول تذكّر وعناء |
ولو أنّني لم أحي ذكرا للّذي |
|
أوليته ما كان فيّ حياء |
ما كنت أطمع في الحياة لو أنّني |
|
أيقنت أن لا يستردّ لقاء |
غيري إذا ما بان حان ، وإنّما |
|
أبقى حياتي حين بنت رجاء(٤) |
وسيأتي إن شاء الله تعالى لهذا النمط وغيره مزيد أثناء الكتاب ، بحسب ما اقتضته المناسبة ، والله تعالى المرجو في حسن المتاب ، وهو سبحانه لا إله إلا هو الموفق للصواب.
__________________
(١) أرقي : أستعمل الرقية. والرقية : ما يستعان به من أساليب ووسائل وكلام لشفاء المريض أو المصاب بالعين أو الملدوغ أو المجنون.
(٢) في ه : لينه ما زلت ..
(٣) في ب ، ه : الإعفاء.
(٤) بان : بعد. وحان : هلك ، لم يهتد إلى الرشاد.