فأردت قطعها ، وترك المراجعة عنها ، فقالت لي نفسي : قد عرفت مكانها ، بالله لا قطعتها إلا يده ، فأثبت على ظهرها ما يكون سببا إلى صوتها ، فقلت : [المتقارب]
نعقت ولم تدر كيف الجواب |
|
وأخطأت حتّى أتاك الصّواب |
وأجريت وحدك في حلبة |
|
نأت عنك فيها الجياد العراب |
وبتّ من الجهل مستصحبا |
|
لغير قرى فأتتك الذّئاب(١) |
فكيف تبيّنت عقبى الظّلوم |
|
إذا ما انقضت بالخميس العقاب |
لعمري ما لي طباع تذمّ |
|
ولا شيمة يوم مجد تعاب(٢) |
أنيل المنى والظبا سخّط |
|
وأعطي الرّضا والعوالي غضاب(٣) |
وأقول : [الطويل]
وغاصب حقّ أوبقته المقادر |
|
يذكّرني حاميم والرّمح شاجر(٤) |
غدا يستعير الفخر من خيم خصمه |
|
ويجهل أنّ الحقّ أبلج ظاهر |
ألم تتعلّم يا أخا الظّلم أنّني |
|
برغمك ناه منذ عشر وآمر |
تذلّ لي الأملاك حرّ نفوسها |
|
وأركب ظهر النّسر والنّسر طائر |
وأبعث في أهل الزّمان شواردا |
|
تلينهم وهي الصّعاب النّوافر(٥) |
فإن أثو في أرض فإنّي سائر |
|
وإن أنا عن قوم فإنّي حاضر(٦) |
وحسبك أنّ الأرض عندك خاتم |
|
وأنّك في سطح السّلامة عاثر |
ولا لوم عندي في استراحتك الّتي |
|
تنفّست عنها والخطوب فواقر |
فإنّي للحلف الّذي مرّ حافظ |
|
وللنّزعة الأولى بحاميم ذاكر |
هنيئا لكلّ ما لديه فإنّنا |
|
عطية من تبلى لديه السّرائر |
__________________
(١) في ب : الجهل مستنبحا.
(٢) في ب ، ه : لعمرك ما لي ..
(٣) الظبا : جمع ظبة : حد السيف. والعوالي : الرماح.
(٤) أوبق : أهلك. والشطر الثاني من البيت مأخوذ من قول الشاعر
يذكرني حاميم والرمح شاجر |
|
فهلا تلا حاميم قبل التقدم |
(٥) النوافر : ذات نفار ، والنفار : الإعراض والصدّ.
(٦) ثوى بالمكان : استقر فيه.