ومن شعر أبي محمد بن حزم يخاطب قاضي الجماعة بقرطبة عبد الرحمن بن بشير (١) : [الطويل]
أنا الشّمس في جوّ العلوم منيرة |
|
ولكنّ عيبي أن مطلعي الغرب |
ولو أنّني من جانب الشّرق طالع |
|
لجدّ على ما ضاع من ذكري النّهب |
ولي نحو آفاق العراق صبابة |
|
ولا غرو أن يستوحش الكلف الصّبّ |
فإن ينزل الرّحمن رحلي بينهم |
|
فحينئذ يبدو التّأسّف والكرب |
فكم قائل أغفلته وهو حاضر |
|
وأطلب ما عنه تجيء به الكتب |
هنالك يدري أنّ للعبد قصّة |
|
وأنّ كساد العلم آفته القرب |
فيا عجبا من غاب عنهم تشوّقوا |
|
له ، ودنوّ المرء من دارهم ذنب |
وإنّ مكانا ضاق عنّي لضيّق |
|
على أنّه فيح مهامهه سهب(٢) |
وإنّ رجالا ضيّعوني لضيّع |
|
وإنّ زمانا لم أنل خصبه جدب |
ومنها في الاعتذار عن مدحه لنفسه :
ولكنّ لي في يوسف خير أسوة |
|
وليس على من بالنّبيّ ائتسى ذنب(٣) |
يقول مقال الصّدق والحقّ إنّني |
|
حفيظ عليم ، ما على صادق عتب |
وقوله : [البسيط]
لا يشمتن حاسدي إن نكبة عرضت |
|
فالدّهر ليس على حال بمتّرك |
ذو الفضل كالتّبر يلقى تحت متربة |
|
طورا ، وطورا يرى تاجا على ملك |
وقوله لما أحرق المعتضد بن عباد كتبه بإشبيلية : [الطويل]
دعوني من إحراق رقّ وكاغد |
|
وقولوا بعلم كي يرى النّاس من يدري |
فإن تحرقوا القرطاس لم تحرقوا الّذي |
|
تضمّنه القرطاس ، بل هو في صدري |
يسير معي حيث استقلّت ركائبي |
|
وينزل إن أنزل ويدفن في قبري |
وقوله : [الوافر]
__________________
(١) في ب : بشر.
(٢) فيح : جمع فيحاء : الواسعة. والمهامه : جمع مهمه : الصحراء.
(٣) ائتسى : اقتدى. والأسوة : القدوة.