أنا من سكر هواهم ثمل |
|
لا أبالي هجروا أم وصلوا |
فبشعري وحديثي فيهم |
|
زمزم الحادي وسار المثل |
إن عشّاق الحمى تعرفني |
|
والحمى يعرفني والطّلل |
رحلوا عن ربع عيني فلذا |
|
أدمعي عن مقلتي ترتحل |
ما لها قد فارقت أوطانها |
|
وهي ليست لحماهم تصل |
لا تظنّوا أنّني أسلو فما |
|
مذهبي عن حبّكم ينتقل |
وقوله رحمه الله تعالى (١) : [البسيط]
بالله يا بانة الوادي إذا خطرت |
|
تلك المعاطف حيث الشّيح والغار(٢) |
فعانقيها عن الصّبّ الكئيب فما |
|
على معانقة الأغصان إنكار |
وعرّفيها بأنّي فيك مكتئب |
|
فبعض هذي لها بالحبّ إخبار(٣) |
وأنتم جيرة الجرعاء من إضم |
|
لي في حماكم أحاديث وأسمار |
وأنتم أنتم في كلّ آونة |
|
وإنما حبّكم في الكون أطوار |
ويا نسيما سرى تحدو ركائبه |
|
لي بالغوير لبانات وأوطار |
وقوله (٤) : [الخفيف]
يا رعى أنسنا بين روض |
|
حيث ماء السّرور فيه يجول |
تحسب الزهر عنده يتثنى |
|
وتخال الغصون فيه تميل |
وله : [البسيط]
هات المدام فقد ناح الحمام على |
|
فقد الظّلام وجيش الصّبح في غلب |
وأعين الزّهر من طول البكا رمدت |
|
فكحّلتها يمين الشّمس بالذّهب |
والكأس حلّتها حمراء مذهبة |
|
لكن أزرّتها من لؤلؤ الحبب |
كم قلت للأفق لمّا أن بدا صلفا |
|
بشمسه عندما لاحت من الحجب |
__________________
(١) في القدح : ص ٢٠٧.
(٢) الشيح والغار : نبتان طيبا الرائحة.
(٣) في ه ، ب : والقدح المعلى : فبعض هذا لها بالحب إخبار.
(٤) في ب : وله :