هذا أبو الوحش جاء ممتدحا |
|
للقوم فاهنأ به إذا وصلا |
واتل عليهم بحسن شرحك ما |
|
أنقله من حديثه جملا |
وخبّر القوم أنّه رجل |
|
ما أبصر النّاس مثله رجلا |
تنوب عن وصفه شمائله |
|
لا يبتغي عاقل به بدلا |
ومنها :
وهو على خفّة به أبدا |
|
معترف أنّه من الثّقلا |
يمتّ بالثلب والرّقاعة والسّ |
|
خف ، وأمّا بغير ذاك فلا(١) |
إن أنت فاتحته لتخبر ما |
|
يصدر عنه فتحت منه خلا |
فهبه إن حلّ خطّة الخسف وال |
|
هون ورحّب به إذا رحلا (٢) |
وأسقه السّمّ إن ظفرت به |
|
وامزج له من لسانك العسلا |
وله أشياء مستملحة ، منها مقصورة هزلية ، ضاهى بها مقصورة ابن دريد ، من جملتها : [الرجز]
وكلّ ملموم فلا بدّ له |
|
من فرقة لو ألزقوه بالغرا |
وله مرثية في عماد الدين زنكي بن آق سنقر الأتابكي ، شاب فيها الجد بالهزل ، والغالب على شعره الانطباع.
وتوفي ليلة الأربعاء رابع ذي القعدة سنة ٥٤٩ ، وقيل : في السنة التي قبلها ، بدمشق ، رحمه الله تعالى!.
والقاضي ابن المرخّم المذكور هو الذي يقول فيه أبو القاسم هبة الله بن الفضل (٣) الشاعر المعروف بابن القطان : [الكامل]
يا ابن المرخّم صرت فينا قاضيا |
|
خرف الزّمان تراه أم جنّ الفلك |
إن كنت تحكم بالنّجوم فربما |
|
أمّا بشرع محمّد من أين لك(٤) |
__________________
(١) الثلب : مصدر ثلب ومعناه : العيب والتنقّص. والرقاعة : الحمق.
(٢) في ب : فنبه إن حل.
(٣) هو أبو القاسم بن الفضل بن القطان عبد العزيز المعروف بابن القطان الشاعر المشهور البغدادي سمع الحديث من جماعة من المشايخ ، وكان غاية من الخلاعة والمجون ، كثير المزاح والمداعبات ، توفي سنة ٤٩٨ ه (وفيات الأعيان ج ٦ ص ٥٣).
(٤) المقصود بالنجوم : التنجيم وما أشبه ذلك.