من الفنون التي أغرب (١) بها أهل المغرب على أهل المشرق ، وظهروا فيها كالشمس الطالعة والضياء المشرق ، انتهى.
ومن مشهور موشحات ابن زهر قوله :
ما للموله من سكره لا يفيق
وهذا مطلع موشح يستعمله أهل المغرب إلى الآن ، ويرون أنه من أحسن الموشحات.
ومن موشحاته قوله :
سلم الأمر للقضا |
|
فهو للنفس أنفع |
واغتم حين أقبلا |
|
وجه بدر |
تهللا لا تقل بالهموم لا |
||
كل ما فات وانقضى |
|
ليس بالحزن يرجع |
واصطبح بابنة الكروم |
|
من يدى شادن رخيم(٢) |
حين يفترّ عن نظيم
فيه برق قد أومضا |
|
ورحيق مشعشع |
أنا أفديه من رشا |
|
أهيف القدّ والحشا(٣) |
سقي الحسن فانتشى
مذ تولّى وأعرضا |
|
ففؤادي يقطّع |
من لصبّ غدا مشوق |
|
ظلّ في دمعه غريق |
حين أمّوا حمى العقيق |
||
واستقلّوا بذي الغضا |
|
أسفي يوم ودّعوا |
ما ترى حين أظعنا |
|
وسرى الركب موهنا(٤) |
واكتسى الليل بالسنا
__________________
(١) في ه : «أغرب فيها».
(٢) الشادن : ولد الغزال.
(٣) الرشا : ولد الغزالة الذي قوي على المشي.
(٤) الموهن من الليل : منتصفه أو بعد منتصفه بقليل.