فقلت دعني لم أزل محرجا |
|
على لحاظ الرّشإ الأكحل(١) |
وكان أمثل ما حضرهم ، ثم أبوا أن يجيزه غيره ، فقال : [بحر السريع]
قابل جفونا بجفون ولا |
|
تبتذل الأرفع بالأسفل(٢) |
وقوله في الجزيرة الصالحية (٣) بمصر ، وهي الشهيرة الآن بالروضة : [بحر الطويل]
تأمّل لحسن الصالحية إذ بدت |
|
مناظرها مثل النجوم تلالا(٤) |
وللقلعة الغراء كالبدر طالعا |
|
تفجّر صدر الماء عنه هلالا |
ووافى إليها النيل من بعد غاية |
|
كما زار مشغوف يروم وصالا(٥) |
وعانقها من فرط شوق بحسنها |
|
فمدّ يمينا نحوها وشمالا |
جرى قادما بالسعد فاختط حولها |
|
من السعد إعلاما بذلك دالا |
وقوله من أبيات في ملك إفريقية وقد جهز ولده الأمير أبا يحيى بعسكر : [بحر الوافر]
وقد أرسلته نحو الأعادي |
|
كما جردت من غمد حساما |
وقوله في قوس : [بحر الخفيف]
أنا مثل الهلال في ظلم النّق |
|
ع سهامي تنقضّ مثل النجوم |
تقصر القضب والقنا عن مجالي |
|
عند رجمي بها لكل رجيم(٦) |
قد كستها الطيور لما رأتها |
|
كافلات لها برزق عميم |
وقوله من أبيات : [بحر الطويل]
وأشقر مثل البرق لونا وسرعة |
|
قصدت عليه عارض الجود فانهمى |
ولنذكر ترجمته من الإحاطة ملخصة ، فنقول :
قال لسان الدين : علي بن موسى بن عبد الملك بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن
__________________
(١) الرشأ : ولد الغزالة.
(٢) ابتذل : امتهن.
(٣) الصالحية : نسبة إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب سابع ملوك الأيوبيين بمصر. ولم يورد ياقوت الصالحية هذه في معجم البلدان تحت هذا الاسم.
(٤) وتلالا : أصلها : تتلألأ. حذف إحدى التاءين ثم خفف الهمزة.
(٥) المشغوف : الشغف : أقصى الحب وأقواه. والمشغوف : المحب المغرم.
(٦) القضب : جمع قضيب : السيف. والقنا : أراد الرماح.