سعيد بن الحسن بن عثمان بن عبد الله (١) بن عمار بن ياسر بن كنانة بن قيس بن الحصين العنسي ، المدلجي (٢) ، من أهل قلعة يحصب ، غرناطي ، قلعي (٣) ، سكن تونس ، أبو الحسن بن سعيد ، وهذا الرجل وسطى عقد بيته ، وعلم أهله ، ودرة قومه ، المصنف ، الأديب ، الرحالة ، الطرفة ، الأخباري ، العجيب الشأن في التجوّل في الأقطار ، ومداخلة الأعيان ، للتمتّع (٤) بالخزائن العلمية ، وتقييد الفوائد المشرقية والمغربية ، أخذ من أعلام إشبيلية كأبي علي الشّلوبين ، وأبي الحسن الدباج وابن عصفور وغيرهم ، وتواليفه كثيرة : منها «المرقصات والمطربات» و «المقتطف ، من أزاهر الطرف» و «الطالع السعيد ، في تاريخ بني سعيد» تاريخ بيته وبلده (٥) ، والموضوعان الغريبان المتعددا الأسفار ، وهما «المغرب ، في حلى المغرب» و «المشرق ، في حلى المشرق» وغير ذلك مما لم يتصل إلينا ، فلقد حدثني الوزير أبو بكر بن الحكيم أنه تخلف كتابا يسمى «المرزمة» يشتمل على وقر بعير من رزم الكراريس لا يعلم ما فيه من الفوائد الأدبية والأخبارية إلا الله تعالى ، وتعاطى نظم الشعر في حد من الشبيبة يعجب فيه من مثله ، فيذكر أنه خرج مع أبيه إلى إشبيلية وفي صحبته سهل بن مالك ، فجعل سهل بن مالك يباحثه عن نظمه إلى أن أنشده في صفة نهر والنسيم يردده والغصون تميل عليه : [بحر المنسرح]
كأنما النهر صفحة كتبت |
|
أسطرها ، والنسيم ينشئها |
لما أبانت عن حسن منظرها |
|
مالت عليها الغصون تقرؤها |
فطرب وأثنى عليه.
ثم ناب عن أبيه في أعمال الجزيرة ، ومازج الأدباء ، ودوّن كثيرا من نظمه ، ودخل القاهرة ، فصنع له أدباؤها صنيعا في ظاهرها ، وانتهت بهم الفرجة إلى روض نرجس ، وكان فيهم أبو الحسين (٦) الجزار فجعل يدوس النرجس برجله ، فقال أبو الحسن : [بحر السريع]
يا واطئ النرجس ما تستحي |
|
أن تطأ الأعين بالأرجل |
__________________
(١) في ب : «بن سعد».
(٢) المدلجي : نسبة إلى مدلج ، وهي قبيلة من كنانة.
(٣) قلعة يحصب : بلد بالأندلس (معجم البلدان ج ٤ ص ٣٩١) والقلعي : نسبة إليها.
(٤) في ب : «والتمتع».
(٥) في ب : «بلده وبيته».
(٦) في ج ، ه : «أبو الحسن».