قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نفح الطّيب [ ج ٢ ]

397/488
*

يداعبه : اختر واحدة من ثلاث : إمّا الضيافة التي ذكرتها أوّل شعرك ، وإمّا جائزة القصيدة ، وإمّا حق الاسم ، فقال : يا خوند المملوك مما لا يختنق بعشر لقم [لأنه مغربي أكول] فكيف بثلاث؟ فطرب السلطان وقال : هذا مغربي ظريف ، ثم أتبعه من الدنانير والخلع [الملوكية] (١) والتواقيع بالأرزاق ما لا يوصف.

ولقي بحضرته عون الدين العجمي ، وهو بحر لا تنزفه الدلاء (٢) ، والشهاب التّلّعفري ، والتاج ابن شقير ، وابن نجيم الموصلي ، والشرف بن سليمان الإربلي ، وطائفة من بني الصاحب ، ثم تحول إلى دمشق ، ودخل الموصل وبغداد ، ودخل مجلس السلطان المعظم (٣) بن الملك الصالح بدمشق ، وحضر مجلس خلوته ، وكان ارتحاله إلى بغداد في عقب سنة ثمان وأربعين وستمائة في رحلته الأولى إليها ، ثم رحل إلى البصرة ودخل أرّجان ، وحج ، ثم عاد إلى المغرب ، وقد صنف في رحلته مجموعا سماه ب «النفحة المسكية ، في الرحلة المكية» وكان نزوله بساحل مدينة إقليبية (٤) من إفريقية في إحدى جمادى سنة اثنتين وخمسين وستمائة ، واتصل بخدمة الأمير أبي عبد الله المستنصر ، فنال الدرجة الرفيعة من حظوته.

حدثني شيخنا الوزير أبو بكر بن الحكيم أن المستنصر جفاه في آخر عمره وقد أسن لجرّاء خدمة مالية أسندها إليه ، وقد كان بلاء (٥) منه قبل جفوة أعقبها انتشال وعناية ، فكتب إليه بنظم من جملته.

لا ترعني بالجفا ثانية

فرق له ، وعاد إلى حسن النظر إليه ، إلى أن توفي تحت بر وعناية.

مولده بغرناطة ليلة الفطر سنة عشر وستمائة ، ووفاته بتونس في حدود خمسة وثمانين وستمائة ، انتهى باختصار.

وذكرت حكاية إجازة بيته في النرجس وإن تقدمت لاتصال الكلام.

قلت : قد كنت وقفت على بعض ديوان شعره المتعدد الأسفار ، ونقلت منه قوله من

__________________

(١) ما بين حاصرتين غير موجود في ه.

(٢) لا تنزفه الدلاء : لا تستخرج ماءه كله. وهو كناية عن الغزارة.

(٣) في ب : «ابن».

(٤) إقليبية : حصن منيع بإفريقية قرب قرطاجة ، مطل على البحر (معجم البلدان ج ١ ص ٢٣٧).

(٥) في ب : «بلا».