ومنها :
وأما إذا ما الحرب أخمد نارها |
|
ففيه تلظّي مارج ولهيب |
فكم قارع الأبطال في كل وجهة |
|
نحاها وكم لفّت عليه حروب |
وكائن له بالغرب من موقف له |
|
حديث إذا يتلى تطير قلوب |
بمرّاكش سل عنه تعلم غناءه |
|
وقد ساءهم يوم هناك عصيب |
إذا ما ثنى الرمح الطويل كأنه |
|
مدير لغصن الخيزران لعوب |
وإن جرّه أبصرت نجما مجرّرا |
|
ذؤابته ، منه الكماة تذوب |
يهيم به ما إن يزال معانقا |
|
له راكعات ما تحوز كعوب |
محمد ، لا تبد الذي أنت قادر |
|
عليه ، وخف عينا علاك تصيب |
نفوذ سهام العين أودى بمصعب |
|
وطاح به بعد الشبوب شبيب |
ألا فهنيئا أن رجعت لتونس |
|
فأطلعت شمسا والسّفار غروب |
كواكبها تبدو إذا ما تركتها |
|
وقد جعلت مهما حضرت تغيب |
إذا سدت في أرض فغيرك تابع |
|
علاك ، ومهما ساد فهو مريب |
ومنها :
كفاني أني أستظل بظلكم |
|
ومن هاب ذاك المجد فهو مهيب |
فأصلك أصلي والفروع تباينت |
|
بعيد على من رامه وقريب(١) |
وحسبي فخرا أن أقول محمد |
|
نسيب عليّ جل منه نصيب |
تركت جميع الأقربين لقصده |
|
على حين حانت فتنة وخطوب |
رأيت به جنات عدن فلم أبل |
|
إذا وصلتنا للخلود شعوب(٢) |
فقبّلت كفا لا أعاب بلثمها |
|
وأيدي الأيادي لثمهن وجوب |
وكيف وليس الرأس كالرّجل ، فرّقت |
|
شيات لعمري بيننا وضروب |
ولو كان قدري مثل قدرك في العلا |
|
لحق بأن يعلو الشباب مشيب |
ولولا الذي أسمعت من مكر حاسد |
|
أتاك بقول وهو فيه كذوب |
__________________
(١) تباينت : تباعدت.
(٢) لم أبل.