لمن أرتجي عند الأمير بمنطق |
|
تحف به حولي المنى والمواهب |
وهي طويلة ، ومنها قبيل الختم :
وقد كنت أختار الترحّل قبل أن |
|
يصيبك سهم للمنية صائب |
ولكن قضاء الله من ذا يردّه |
|
فصبرا فقد يرضى الزمان المغاضب |
ومنها ، وهو آخرها :
وإنّي لأدري أن في الصبر راحة |
|
إذا لم تكن فيه عليّ مثالب(١) |
وإن لم يؤب من كنت أرجو انتصاره |
|
عليك فلطف الله نحوي آئب(٢) |
قال رحمه الله تعالى : ولما قدمت مصر والقاهرة أدركتني فيهما وحشة ، وأثار [لي] تذكر ما كنت أعهد بجزيرة الأندلس من المواضع المبهجة التي قطعت بها العيش غضا خصيبا ، وصحبت بها الزمان غلاما ولبست الشباب [بردا] (٣) قشيبا (٤) ، فقلت : [بحر مجزوء الرمل]
هذه مصر فأين المغرب؟ |
|
مذ نأى عني فعيني (٥) تسكب |
فارقته النفس جهلا إنما |
|
يعرف الشيء إذا ما يذهب |
أين حمص؟ أين أيامي بها؟ |
|
بعدها لم ألق شيئا يعجب |
كم تقضّى لي بها من لذة |
|
حيث للنهر خرير مطرب |
وحمام الأيك تشدو حولنا |
|
والمثاني في ذراها تصخب(٦) |
أي عيش قد قطعناه بها |
|
ذكره من كل نعمى أطيب |
ولكم بالمرج لي من لذة |
|
بعدها ما العيش عندي يعذب |
والنواعير التي تذكارها |
|
بالنوى عن مهجتي لا تسلب |
ولكم في شنتبوس من منى |
|
قد قضيناه ولا من يعتب(٧) |
حيث هاتيك الشراجيب التي |
|
كم بها من حسن بدر معصب(٨) |
وغناء كلّ ذي فقر له |
|
سامع غصبا ولا من يغصب |
__________________
(١) المثالب : جمع مثلبة ، وهي العيب والمسبة.
(٢) يؤوب : يرجع ـ وآيب : راجع.
(٣) «بردا» ساقطة من ب.
(٤) قشيبا : جديدا.
(٥) في ب : «دموعي».
(٦) الأيك : الشجر الكثير الملتف. والمثاني : أراد آلات الطرب. وذراها ـ بفتح الذال ـ ساحاتها.
(٧) شنتبوس : منتزه في بلاد المغرب.
(٨) البيت غير موجود في بعض النسخ. والشراجيب : جمع شرجب وأراد هنا سور الجسر.