والطير مازت (١) بين ألحانها |
|
وليس إلا معجبا مطربا |
وخانني من لا أسمّيه من |
|
شح أخاف الدهر أن يسلبا |
قد أترع (٢) الكأس وحيّا بها |
|
وقلت أهلا بالمنى مرحبا |
أهلا وسهلا بالذي شئته |
|
يا بدر تمّ مهديا كوكبا |
لكنني آليت (٣) أسقى بها |
|
أو تودعنها ثغرك الأشنبا |
فمجّ لي في الكأس من ثغره |
|
ما حبّب الشرب وما طيبا |
فقال ها لثمي نقلا (٤) ولا |
|
تشمّ إلّا عرفي الأطيبا(٥) |
فاقطف بخدّي الورد والآس وال |
|
نسرين لا تحفل بزهر الربا(٦) |
أسعفته غصنا غدا مثمرا |
|
ومن جناه ميسه قربا |
قد كنت ذا نهي وذا إمرة |
|
حتى تبدّى فحللت الحبا(٧) |
ولم أصن عرضي في حبه |
|
ولم أطع فيه الذي أنّبا |
حتى إذا ما قال لي حاسدي |
|
ترجوه والكوكب أن يغربا |
أرسلت من شعري سحرا له |
|
ييسر المرغب والمطلبا |
وقال عرّفه بأني سأح |
|
تال فما أجتنب المكتبا |
فزاد في شوقي له وعده |
|
ولم أزل مقتعدا مرقبا(٨) |
أمدّ طرفي ثم أثنيه من |
|
خوف أخي التنغيص أن يرقبا |
أصدّق الوعد وطورا أرى |
|
تكذيبه والحر لن يكذبا |
أتى ومن سخّره بعد ما |
|
أيأس بطئا كاد أن يغضبا |
قبلت في الترب ولم أستطع |
|
من حصر اللّقيا سوى مرحبا |
__________________
(١) مازت : نوّعت.
(٢) أترع : ملأ.
(٣) آليت : حلفت.
(٤) في ب : «نقلا».
(٥) ها : اسم فعل أمر بمعنى خذ. والنقل : ما يؤكل أثناء الشراب من لوز وغيره.
(٦) في ب : «الربى».
(٧) حلّ الخبا : كناية عن خلع ثوب الوقار والحياء.
(٨) المرقب : المكان المرتفع يجلس فيه للمراقبة.