التيفاشي بالقاهرة في أبي الحسن علي بن موسى بن سعيد الغرناطي يشير إلى كتاب أبي الحسن الذي جمعه في محاسن المغرب وسماه «المغرب» : [بحر الخفيف]
سعد الغرب وازدهى الشرق عجبا |
|
وابتهاجا بمغرب ابن سعيد |
طلعت شمسه من الغرب تجلى |
|
فأقامت قيامة التقييد |
لم يدع للمؤرّخين مقالا |
|
لا ولا للرواة بيت نشيد |
إن تلاه على الحمام تغنّت |
|
ما على ذا في حسنه من مزيد |
وأنشد [ني] أبو العباس التّيفاشي لنفسه فيه : [بحر البسيط]
يا طيب الأصل والفرع الزكي كما |
|
يبدو جنى ثمر من أطيب الشجر |
ومن خلائقه مثل النسيم إذا |
|
يهفو على الزهر حول النهر في السحر |
ومن محيّاه والله الشهيد إذا |
|
يبدو إلى بصري أبهى من القمر |
أثقلت ظهري ببر لا أقوم به |
|
لو كنت أتلوه قرآنا مع السور |
أهديت لي الغرب مجموعا بعالمه |
|
في قاب قوسين (١) بين السمع والبصر |
كأنني الآن قد شاهدت أجمعه |
|
بكل من فيه من بدو ومن حضر |
نعم ولاقيت أهل الفضل كلهم |
|
في مدّتي هذه والأعصر الأخر |
إن كنت لم أرهم في الصدر من عمري |
|
فقد رددت عليّ الصدر من عمري |
وكنت لي واحدا فيهم جميعهم |
|
ما يعجز الله جمع الخلق في بشر |
جزيت أفضل ما يجزى به بشر |
|
مفيد عمر جديد الفضل مبتكر |
ومن نظم أبي الحسن بن سعيد قوله : [بحر الكامل]
وعشيّة بلغت بنا أيدي النوى |
|
منها محاسن جامعات للنّخب |
فحدائق ما بينهن جداول |
|
وبلابل فوق الغصون لها طرب |
والنخل أمثال العرائس لبسها |
|
خز وحليتها قلائد من ذهب |
ومن نظمه رحمه الله تعالى في حلب قوله : [بحر الخفيف]
حادي العيس (٢) كم تنيخ المطايا |
|
سق فروحي من بعدهم في سياق |
__________________
(١) قاب قوسين : قريب جدا.
(٢) حادي العيس : سائقها ، والعيس : النوق.