وانثر عليها من أزاهرك التي |
|
تشفي المتيّم من لواعج وجده |
والله ما ذاكرت فكرك ساعة |
|
إلا وأقبس خاطري من زنده |
قال موسى : فارتجلت للحين : [بحر السريع]
أنت الذي تعرف كيف العلا |
|
وتبتدي في سبل المجد |
بدأت بالفضل المنير الذي |
|
أكمل بدر الشكر والحمد |
والله ما أبصرتكم ساعة |
|
إلّا بدا لي طالع السعد |
وانصرفت معه إلى منزله : [بحر المجتث]
فلم أزل في كرامه |
|
ليست كظل غمامه |
ولما كان أبو عمران موسى بن سعيد بالجزيرة الخضراء مقدّما على أعمالها من قبل ابن هود وصله كتاب من الفقيه القاضي أبي عبد الله محمد بن عسكر قاضي مالقة مع أحد الأدباء (١) ، منه :
أفاتح من قلبي بعلياه واثق |
|
وإن كانت الأبصار لم تنسخ الودا |
وثقت بما لي من ذمام تشيّعي |
|
بآل سعيد وابتغيت (٢) به السّعدا |
وبالحبّ يدنو كل من أقصت النوى |
|
برغم حجاب للنوى بيننا مدّا |
يا سيدي الذي حملني ما أمال أسماعي من الثناء عليه ، أن أهجم على مفاتحته شافعا (٣) في موصّلها إليه ، واثقا بالفرع لعلم الأصل ، مؤمّلا للإفضال بتحقق الفضل ، إن لم تقض باجتماع بيننا الأيام ، فلا تجري بالمشافهة (٤) بيننا إلا (٥) ألسن الأفلام ، ويوحي بعضنا إلى بعض بسور الوداد ، والحمد لله الذي أطلعك في ذلك الأفق بدرا ، وأدناك من هذه الدار فصرنا لقرب من يرد عنك لا نعدم لك ذكرا ، فكلّ يثني بالذي علمت سعد (٦) ، ويصف من خلالك ما يقضي
__________________
(١) القاضي أبو عبد الله محمد بن عسكر ، هو محمد بن علي بن خضر بن هارون الغساني. كان قاضي مالقة ، وكان من أهل المعرفة بالأحكام والقيام على النوازل. له جملة تواليف منها : المشرع الروي في الحديث ، والتكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام (انظر تاريخ قضاة الأندلس ١٢٣).
(٢) في ب : «فابتغيت».
(٣) شافعا : متوسلا.
(٤) في ب : «من المشافعة».
(٥) ساقطة في ب.
(٦) إشارة إلى قول الأخطل :
وتعذلني أفناء سعد عليهم |
|
وما قلت إلا بالذي علمت سعد |