واعتبر الناس بألفاظهم |
|
واصحب أخا يرغب في صحبتك |
بعد اختبار منك يقضي بما |
|
يحسن في الأخدان (١) من خلطتك |
كم من صديق مظهر نصحه |
|
وفكره وقف على عثرتك (٢) |
إياك أن تقربه ، إنّه |
|
عون مع الدّهر عل كربتك |
واقنع إذا ما لم تجد مطمعا |
|
واطمع إذا أنعشت (٣) من عسرتك |
وانم نموّ النّبت قد زاره |
|
غبّ الندى واسم إلى قدرتك |
وإن نبا دهر فوطّن له |
|
جأشك وانظره إلى مدّتك |
فكل ذي أمر له دولة |
|
فوفّ ما وافاك في دولتك |
ولا تضيّع زمنا ممكنا |
|
تذكاره يذكي (٤) لظى حسرتك |
والشر مهما اسطعت لا تأته |
|
فإنه حوب (٥) على مهجتك |
يا بني الذي لا ناصح له مثلي ، ولا منصوح لي مثله [قد](٦) قدمت لك في هذا النظم ما إن أخطرته بخاطرك في كل أوان رجوت لك حسن العاقبة ، إن شاء الله تعالى وإنّ أخفّ منه للحفظ وأعلق بالفكر وأحق بالتقدم قول الأول : [المتقارب]
يزين الغريب إذا ما اغترب |
|
ثلاث فمنهنّ حسن الأدب |
وثانية حسن أخلاقه |
|
وثالثة اجتناب الرّيب |
وإذا اعتبرت هذه الثلاثة ولزمتها في الغربة رأيتها جامعة نافعة ، لا يلحقك إن شاء الله تعالى مع استعمالها ندم ، ولا يفارقك بر ولا كرم ، ولله در القائل : [بحر الطويل]
يعدّ رفيع القوم من كان عاقلا |
|
وإن لم يكن في قومه بحسيب |
إذا حلّ أرضا عاش فيها بعقله |
|
وما عاقل في بلدة بغريب |
وما قصر القائل حيث قال : [بحر المنسرح]
__________________
(١) الأخدان : جمع خدن ، وهو الصديق والصاحب ، للمذكر والمؤنث.
(٢) العثرة : الكبوة والسقوط.
(٣) في ب ، ه : «وأطمع إذا نفست من عسترك».
(٤) يذكي النار : يوقدها ويسعرها.
(٥) الحوب : الألم والوجع.
(٦) «قد» ساقطة في ب.