الحسين (عليه السّلام) ، بينما هذه الروايات تعتبر نصاً على العنوان ، أي أولاد الحسين ، وأيضاً فهي تحدد نسب الأئمّة بعده وتحصرهم في هذه الذريّة الطاهرة ، فتنفي هذا المنصب عمن ليس من هذا البيت ، فكل من ادّعى الإمامة من غيرهم فادّعاؤه باطل ، ولو كان هاشمياً قرشياً ، بل حتى لو كان من أولاد أمير المؤمنين من غير نسل الحسين (عليه السّلام). وأيضاً فهذه الروايات تدلّ بالدلالة الالتزامية على أنّهم من قريش ، بل هي مفسِّرة لذلك العنوان ، ولهذا فما ورد من غير طرق الشيعة كثيراً من أنّ الأئمّة من قريش يكون مفسّراً بهذه الروايات ، حيث إنّ من كان من أبناء الحسين فهو بالضرورة قرشيّ.
فمن تلك الروايات :
ما رواه الشيخ الكليني (رحمه الله) عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام) من كلام يذكر فيه الأئمّة .. إلى أن قال : «فلم يزل الله يختارهم لخلقه من وُلد الحسين من عقب كل إمام ، كلما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماماً وعلماً هادياً ..» (١). (صحيحة).
ومنها : ما رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب السراد عن علي بن رئاب عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر (عليه السّلام) ، قال سمعته يقول : «إنّ أقرب النّاس إلى الله عز وجل وأعلمهم به وأرأفهم بالنّاس محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والأئمّة ، فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا ، عنى بذلك حسيناً وولده فإنّ الحق فيهم وهم الأوصياء ومنهم الأئمّة ، فأينما رأيتموهم فاتّبعوهم وإن أصبحتم يوماً لا ترون منهم أحداً منهم فاستغيثوا با لله عز وجل وانظروا
__________________
١) الكافي : ج ١ ، ص ٢٠٣.