نقول به ، وهو واقع حتى في زماننا هذا ، ولكن هذا أمر لا ربط له بمورد السؤال. ثم نحن نقول : ان روايات التحريف لم تنفرد بها طائفة الشيعة الإمامية على ندرتها وشذوذها ، فقد ورد في كتب الحديث لأهل السنة روايات كثيرة مصرحة بوقوع التحريف في القرآن المجيد ، نذكر لك بعضها :
قال السيوطي في كتابه «الدر المنثور» (ص ١٧٩ ج ٥) ما هذا نصه :
«واخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب مناديه فنادى إن الصلاة جامعة ، ثم صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال : يا أيّها النّاس ، لا تجزعن من آية الرجم فإنها أنزلت في كتاب الله وقرأناها ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)».
المورد الثاني : «أخرج البخاري عن عمر بن الخطاب انه قال : ان الله بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزله الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله ورجمنا بعده ، فأخشى ان طال بالناس زمان ان يقول قائل ، والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ..». صحيح البخاري ٨ / ٢٠٨.
وأضاف : «ثم انا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله .. وإن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم أو ان كفرا بكم ان ترغبوا عن آبائكم .. (البخاري : ٨ / ٢٠٨) وأخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه» صحيح مسلم ٢ / ١٣١٧ «وأحمد بن حنبل إمام الحنابلة في مسنده.
وأخيراً نذكر لكم انه قد ألفت كتب كثيرة للشيعة الإمامية المتعرضة لنفي التحريف والموجهة للروايات الواردة من طريقنا التي ظاهرها التحريف ، اما بعدم العمل بها وأما باختلاف القراءة أو بنحو التقديم والتأخير مع تصريحهم بضعف هذه الروايات سنداً وندرتها وشذوذها ، ومن هؤلاء المؤلفين في عصرنا هذا السيد الخوئي (قدّس سرّه) وهو أحد كبار