الفترات اللاحقة ، وتناقل النصوص المصرّحة بإمامتهم بين الرواة أمراً في غاية الخطورة على الإمام وعلى شخص الناقل أيضاً.
ولكنّهم مع ذلك قد حفظوا لنا جزاهم الله خير الجزاء تلك النصوص وتناقلوها فيما بينهم بالرغم ممّا كان يكتنفها من المشاكل والضغوط حتى أوصلوها لنا ، بحيث تمّت بواسطتها الحجّة على من أنكر ، والاحتجاج بها والاستناد إليها لمن آمن. ولهذا فقد أصبحت هذه القضية من المسلَّمات العقائدية لدى شيعة أهل البيت ، والمتواترة إجمالًا ، بحيث إنّهم عرفوا حتى عند أعدائهم بتوليهم لهؤلاء الأئمّة الطاهرين ، وميّزوا بأنّهم (الاثنا عشرية) في إشارة إلى اعتقادهم بإمامة الأئمّة الاثني عشر. وصار الأمر عند الشيعة بحيث إنّ من كان لا يؤمن بأحدهم أو جعل غيره مكانه لا يعد من هذه الطائفة المحقة.
بل إنه كما ذكرنا سابقاً ارتبط ذكر أسمائهم (عليهم السّلام) بالصلاة وسجدة الشكر كما في صحيحة بن جندب عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السّلام) ، وهذا لعلَّه يراد منه أن يكون المؤمن ذاكراً لأئمّته في كل يوم ، وحتى لا تنسى هذه الصفوة الطاهرة ، أو يدّعي آخرون عدم وجود الدليل أو النص عليهم أو على بعضهم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبّتنا على ولايتهم في الدنيا ، فلا ننجرف في تيارات الفتن والشكوك التي أخبرنا بها أئمتنا (عليهم السّلام) وبالذات في زمان الغيبة ، حيث يرتاب المبطلون ويثبت المؤمنون ، وأن ينفعنا بشفاعتهم في الآخرة إنّه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
اللَّهمّ ما عرّفتنا من الحق فحمّلناه وما قصرنا عنه فبلَّغناه ، برحمتك يا أرحم الراحمين.