ثمّ قال : ائتني يوم كذا حتّى اُعطيك جوابه ، فأتيته فأعطاني جوابه ، ثمّ لبثت شهراً فأتيته اُسلّم عليه ، فقيل : مات الرجل ، فاغتممت لذلك غمّاً شديداً لتخلّفي عنه ، ورجعت من قابل إلى مكّة ، فلقيت أبا الحسن عليهالسلام ، فدفعت إليه جواب كتابه.
فقال : « رحمه الله ، يا علي لم تشهد جنازته؟ » قلت : لا ، قال : « قد كنت اُحبّ أن تشهد جنازة مثله ، ثمّ قال : فيكتب لك ثواب ذلك بما نويت.
يا علي : ذلك رجل ممّن كان يكتم إيمانه ، ويكتم حديثنا وأمرنا ، وكان لنا شيعة ، وهو معنا في علّيّين ، وكان نُوَمَة (١) لا يعرفه الناس ، ويعرفه الله وهو معنا في درجتنا ، إنّ الله عزيز حكيم » (٢).
[ ٢٨٣ / ٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن بحر ، ، عن رجل من أصحاب علي عليهالسلام قال : قال عليهالسلام : « اَمِت الحديث بالكتمان ، واجعل سرّ الإيمان بالقلب » (٣).
[ ٢٨٤ / ٧ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن مسلم ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار الدهني (٤) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال :
__________________
١ ـ نُوَمَة : الخامل الذكر. لسان العرب ١٢ : ٥٩٦ ـ نوم.
٢ ـ أورده باختصار ابن شهر آشوب في المناقب ٤ : ٣١٨ ، وعنه في البحار ٤٨ : ٧٦.
٣ ـ لم أعثر له على مصدر.
٤ ـ معاوية بن عمّار الدُهْنِيّ : هو ابن ابي معاوية خبّاب بن عبدالله البجلي أبو القاسم الكوفي بيّاع السابري ، مولاهم ، كوفي ـ ودُهْن من بجيلة ـ وكان وجهاً في أصحابنا ومقدّماً ، كبير الشأن عظيم المحل ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى عليهماالسلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، ومات رحمهالله في سنة خمس وسبعين ومائة.
انظر رجال النجاشي : ٤١١ / ١٠٩٦ ، رجال البرقي : ٣٣ ، رجال الشيخ : ٣١٠ / ٤٨١.