قال لي : « يا معاوية أتريدون أن تكذّبوا الله عزّ وجلّ في عرشه ، لا تحدّثوا الناس إلاّ بما يحتملون ، فإنّ الله تبارك وتعالى لم يزل يُعبد سرّاً ».
قال معاوية بن عمّار : وقال لي أبو عبدالله عليهالسلام : « من لقيت من شيعتنا فاقرأه مني السلام وقل لهم : إنّما مثلك في الناس مثل أصحاب الكهف ، أسرّوا الإيمان ، وأظهروا الشرك فاُوجروا مرّتين » (١).
[ ٢٨٥ / ٨ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن الحسين بن علوان وعمر بن مصعب ، قال : حديثاً كان لنا عند أبي عبدالله عليهالسلام ذات ليلة ونحن جماعة ، فأقبلوا يقولون ويتمنّون : ليت هذا الأمر كان ورأيناه ، فلم يزالوا حتّى ذَهَبَ عامّة الليل ، ليس منهم من يسأل عن شيء ينتفع به في حلال ولا حرام ، فلمّا رآهم لايقحمون قال : « صه » (٢) ، فسكتوا.
فقال : « أيسرّكم أنّ هذا الأمر كان؟ » قالوا : بلى والله ودَدنا أن قد رأيناه ، قال : « حتّى تجتنبوا الأحبّة من الأهلين والأولاد ، وتلبسوا السلاح ، وتركبوا الخيل ، ويغار على الحصون » قالوا : نعم ، قال : « قد سألناكم ما هو أهون من هذا فلم تفعلوا ، أمرناكم أن تكفّوا وتكتموا حديثنا ، وأخبرناكم أنّكم إذا فعلتم ذلك فقد رضينا فلم تفعلوا » (٣).
[ ٢٨٦ / ٩ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن
__________________
١ ـ لم اعثر له على مصدر.
٢ ـ صه : كلمة بُنيت على السكون. وهو اسم سُمّي به الفعل ، ومعناه اسكت. الصحاح ٦ : ٢٢٣٩ ـ صه. وفي المختصر المطبوع ص ١٠٠ : « ص » وهو سهو واضح.
٣ ـ لم أعثر له على مصدر.