الأرض من حجّة؟ فقال : « لو خلت الأرض من حجّة طرفة عين لساخت (١) بأهلها » (٢).
[ ٣٥ / ٣٥ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن علي بن قيس (٣) ، قال : لمّا قدم أبو عبدالله عليهالسلام على أبي جعفر (٤) أقام أبو جعفر مولى له على رأسه ، وقال له : إذا دخل عليّ فاضرب عنقه ، فلمّا دخل أبو عبدالله عليهالسلام على أبي جعفر فنظر عليهالسلام إلى أبي جعفر فأسرّ شيئاً فيما بينه وبين نفسه ولم ندر ما هو ، ثم أظهر : « يا من يكفي خلقه كلّه (٥) ولا يكفيه أحد اكفني شرّ عبدالله بن محمّد بن علي » (٦) فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه وصار مولاه لا يبصره ، فقال أبو جعفر : يا جعفر بن محمّد لقد عنّيتك (٧) في هذا الحر فانصرف.
فخرج أبو عبدالله عليهالسلام من عنده ، فقال أبو جعفر لمولاه : ما منعك أن تفعل ما أمرتك به؟ فقال : لا والله ما أبصرته ، ولقد جاء شيء فحال بيني وبينه ، فقال
__________________
١ ـ ساخت : انخسفت ، وساخت الأقدام : بمعنى غاصت. لسان العرب ٣ : ٢٧ ـ سوخ.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٨٩ / ٨ ، وأورده الصدوق في عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٧٢ / ٤ ، وعلل الشرائع : ١٩٩ / ٢١ ، وكمال الدين : ٢٠٤ / ١٥ بتقديم وتأخير.
٣ ـ في البصائر والكافي : علي بن ميسر.
٤ ـ هو أبو جعفر المنصور العباسي.
٥ ـ في البصائر والكافي : كلّهم.
٦ ـ في البصائر والكافي : عبدالله بن علي ، والصحيح ما في المتن لأن عبدالله بن علي هو عمّ المنصور وليس هو المراد به في الرواية. انظر سير أعلام النبلاء ٧ : ٨٣.
٧ ـ في البصائر : أتعبتك ، وفي الكافي : عيّيتك ، وفي المختصر المطبوع : غثثتك.