ميثاق النبيّين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ، فكنت أنا أوّل نبيّ قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله عزّ وجلّ » (١).
[ ٤٤٦ / ٨ ] وبالإسناد عن محمّد بن يعقوب ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبدالله بن سنان ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك إنّي لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق (٢) والحدّة والطيش ، فأغتمّ لذلك غمّا شديداً ، وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت ، قال : « لا تقل حسن السمت ، فإنّ السمت سمت الطريق ، ولكن قل حسن السيماء ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول ( سيماهم في وجوههم ) (٣) قال : قلت له : فأراه حسن السيماء ، له وقار فأغتمّ لذلك.
فقال عليهالسلام : « لا تغتمّ لما رأيت من نزق أصحابك ، ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك ، إنّ الله تعالى لمّا أراد أن يخلق آدم عليهالسلام خلق تلك الطينتين ثمّ فرّقهما فرقتين ، فقال لأصحاب اليمين : كونوا خلقاً بإذني ، فكانوا خلقاً بمنزلة الذرّ يدرج ، ثمّ رفع لهم ناراً ، فقال : اُدخلوها بإذني ، فكان أوّل من دخلها محمّد صلىاللهعليهوآله ، ثمّ اتّبعه اُولوا العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم.
ثمّ قال لأصحاب الشمال : اُدخلوها بإذني ، فقالوا : ربّنا خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا ، فقال لأصحاب اليمين : اُخرجوا من النار بإذني ، فخرجوا لم تُكِلم (٤) النار منهم كلماً ، ولم تؤثّر فيهم أثراً ، فلمّا رآهم أصحاب الشمال ، قالوا : ربّنا نرى أصحابنا
__________________
١ ـ الكافي ١ : ٤٤١ / ٦ و ٢ : ١٠ / ١ ، وأورده الصفّار في البصائر : ٨٣ / ٢ ، والصدوق في علل الشرائع : ١٢٤ / ١.
٢ ـ النزق : الخفّة عند الغضب. القاموس المحيط ٣ : ٢٨٥ ـ نزق.
٣ ـ الفتح ٤٨ : ٢٩.
٤ ـ تُكِلم : أي تجرح. الصحاح ٥ : ٢٠٢٣ ـ كلم.