كما أنّ في السند المذكور سلام بن سلم المدائني ، وقيل : سلام بن سليمان المدائني ، قال عنه يحيى : كان ضعيفاً.
وقال الأعين : سمعت أبا نعيم ضعّف سلام بن سلم. (١)
وقال عنه البخاري : سلام بن سلم المدائني : متروك.
وذكره ابن حبان في المجروحين. (٢)
كما روي هذا الحديث أيضاً عن طريق عبد الرحيم بن زيد العمي ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عمر. وعن طريق حمزة الجزري ، عن نافع ، عن ابن عمر.
وفيه أنّ عبد الرحيم بن زيد وأبيه متروكان (٣) ، وحمزة الجزري مجهول.
وأمّا دلالة : فلما قاله ابن حزم : قد ظهر أنّ هذه الرواية لا تثبت أصلاً ، إذ من المحال أن يأمر رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) باتّباع كلّ قائل من الصحابة ، وفيهم من يحلل الشيء ، وغيره منهم يحرّمه. (٤)
ولقد أجاد الشوكاني حينما قال : وأمّا ما تمسّك به بعض القائلين بحجيّة قول الصحابي ممّا روي عنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أنّه قال : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم ، فهذا ممّا لم يثبت قط ، والكلام فيه معروف عند أهل هذا الشأن بحيث لا يصحّ العمل بمثله في أدنى حكم من أحكام الشرع ، فكيف مثل هذا الأمر العظيم والخطب الجليل؟! (٥)
__________________
(١) (الضعفاء الكبير : ١٥٨ / ٢.)
(٢) (المجروحين : ٣٣٩ / ٢.)
(٣) (سير أعلام النبلاء : ٣٥٨ / ٨ ؛ التاريخ الكبير : ١٣٧ / ٦ ؛ ميزان الاعتدال : ٦٠٥ / ٢.)
(٤) (الإحكام : ٢٤٤ / ٥.)
(٥) إرشاد الفحول : ٢١٤.