٤. وقال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وأهل بيتي ؛ وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». (١)
٥. وقال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : «انّي أُوشك أن أدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما». (٢)
إلى غير ذلك من النصوص الّتي كان آخرها في حجّة الوداع عند ما نزل غدير خمّ أمر بدوحات فقممن ، فقال : «كأنّي دُعيتُ فأجبتُ ، إنّي قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكثر من الآخر : كتاب الله تعالى ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». (٣)
وهذه الصحاح الحاكمة بوجوب التمسّك بالثقلين متواترة تنتهي أسانيدها إلى بضع وعشرين صحابياً ، وقد صدع بها رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في مواقف له شتّى ، تارة يوم غدير خمّ ، وأُخرى على منبره في المدينة ، إلى غير ذلك ، وقد خصّص سيدنا الجليل المتتبع مير حامد حسين أجزاءً من كتابه الجليل «عبقات الأنوار» ببيان أسانيد هذا الحديث.
ونكتفي في اشتهاره بما ذكره ابن حجر حيث قال بعد ما أورد حديث الثقلين :
ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بهما طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً ، ومرّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشُّبه ، وفي بعض تلك الطرق أنّه
__________________
(١) (مستدرك الحاكم : ١٤٨ / ٣.)
(٢) (مسند أحمد : ١٧ / ٣ و ٢٦.)
(٣) الصواعق المحرقة : ١٣٦.