واستعمال النجس فيما يجب التطهّر فيه ، أو ضمن ما تقتضيه آداب السلوك كالحث على مكارم الأخلاق ، ورعاية أحسن المناهج في العادات والمعاملات ، وقد عرّفه الغزالي بقوله هو : «ما لا يرجع إلى ضرورة ولا حاجة ، ولكن يقع موقع التحسين والتزيين والتيسير للمزايا والمزايد». (١)
هذا وقد أوضحه الشاطبي بنحو موجز وقال :
تكاليف الشريعة ترجع إلى مقاصدها في الخلق وهذه المقاصد لا تعدو ثلاثة أقسام : أحدها ضرورية ، والثاني أن يكون حاجية ، والثالث أن تكون تحسينية.
فأمّا الضرورية فمعناها أنّها لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة ، بل على فساد وتهارج وفوت حياة ، وفي الأُخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران.
ومجموع الضروريات خمسة : وهي الدين والنفس والعقل ، والنسل والمال. (٢)
وأمّا الحاجيات فمعناها أنّها مفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقة بفوت المطلوب فإذا لم تراع دخل على المكلفين على الجملة الحرج والمشقة ولكنّه لا يبلغ مبلغ الفساد العادي المتوقع في المصالح العامة.
وأمّا التحسينات فمعناها الأخذ بما يلتقي من محاسن العادات وتجنب الأحوال المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات. (٣)
__________________
(١) (المستصفى : ١٤٠ / ١.)
(٢) (المذكور في الموافقات بغير هذا الترتيب ، إذ فيما ذكرنا ترتيب العالي إلى النازل.)
(٣) الموافقات : ٧ / ٢ ٩ بتلخيص.