الاجماع كاشفا عن قول المعصوم عليهالسلام.
ولا يخفى أنّه ينقل رأي المعصوم عليهالسلام في ضمن نقل الاجماع حدسا تارة ، بأن يراد من العلماء في قول الناقل أجمع علماءنا جميع العلماء حتى الامام عليهالسلام فإنّه سيّدهم ويكون رأيه عليهالسلام منقولا عن حدس ورأي غيره عليهالسلام منقولا حسّا ، كما هو الغالب أي نقل رأي الامام عليهالسلام حدسا غالب ونقل رأي الامام عليهالسلام حسّا نادر يتفق لأوحدي من العلماء (رض) ، كما في الاجماع التشرفي ، واخرى لا ينقل ناقل الّا ما هو السبب عند ناقله عقلا ، كما في الاجماع اللطفي ، أو عادة او اتفاقا كما في الاجماع الحدسي.
ولا يخفى أيضا اختلاف ألفاظ النقل صراحة وظهورا وإجمالا في نقل السبب والمسبّب معا ، أو في نقل السبب فقط مثلا ، إذا قال ناقل الاجماع اتفق جميع العلماء حتى الامام عليهالسلام على كذا كان هذا صريحا في نقل السبب والمسبب معا ، وإذا قال الناقل اتفقت الامة على كذا ، كان هذا ظاهرا في نقل السبب والمسبب معا ، إذ المتبادر من لفظ الامة جميع آحاد الأمة حتى الامام عليهالسلام ، ولكن يحتمل أن يكون المراد منه غير الامام عليهالسلام ، واذا قال الناقل أجمع الأصحاب (رض) كان ظاهرا في نقل السب فقط ، إذ الظاهر من كلمة الأصحاب غير الإمام عليهالسلام كما هذا متبادر منها إلى الأذهان.
امّا إذا قال : أجمع علماءنا على كذا وكذا فربّما كان هذا مجملا ، إذ يحتمل أن يكون المراد من هذه الكلمة عموم العلماء حتى الإمام عليهالسلام كما هو جمع مضاف إلى ضمير المتكلّم مع الغير وهو مفيد للعموم ، والحال ان الإمام عليهالسلام فرد أكمل من العلماء ، ويحتمل أن يكون المراد منها غير الإمام عليهالسلام ، كما يكون من كلمة أصحابنا وفقهائنا غير المعصوم عليهالسلام للتبادر إلى الأذهان منها غيره عليهالسلام.