صانعا ويدرك بحسب ارتكازه الفطري إن الخالق جلّ ذكره واحد أحد صمد فرد لا شريك له ولا وزير له ولا ند له ولا ضد له.
نعم الجاهل القاصر بالنسبة إلى النبوة الخاصة والامامة والمعاد الجسماني في غاية الكثرة فإن نسوان اليهود والنصارى قاصرات من حيث الفكر والتفكر عن تحصيل مقدمات التصديق بالنبوة الخاصة ، وكذا نسوان المخالفين قاصرات بالنسبة إلى الامامة ، وكذا بعض الرجال بالنسبة إلى المعاد الجسماني.
وأما المقام الثاني : فالصحيح فيه جريان أحكام الكفر على الجاهل القاصر بالاصول الاعتقادية وإن كان جهله عن قصور لاطلاقات الأدلة الدالة على ترتب أحكام الكفر عليه ، مثلا إذا قلنا بنجاسة أهل الكتاب كاليهود ، والنصارى مثلا فلا فرق بين أن يكون جهلهم عن تقصير ، وأن يكون جهلهم عن قصور.
وأما المقام الثالث : فالمعروف بين الأعلام رضي الله عنهم ، إن الجاهل القاصر غير مستحق للعقاب ، إذ العقل يحكم مستقلا بقبح العقاب على أمر غير مقدور إذ عقابه عليه من ، أوضح مصاديق الظلم وهو قبيح عقلا فالجاهل القاصر غير معاقب على عدم معرفة الحق والحقيقة بحكم العقل إذا لم يكن يعاند الحق بل كان منقادا له على إجماله إذا احتمل الحق كما إن الحق وجود الجاهل القاصر بالاصول الاعتقادية فلا يصغى إلى القول بعدم وجود الجاهل القاصر في الاعتقادات لأن الوجدان أدل دليل على وجوده في النبوة الخاصة والامامة والمعاد الجسماني وعالم البرزخ ، واستدل من قال بعدم وجوده فيها بالآية الشريفة ، وهي قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) الآية أي المجتهد والمجاهد في الحقائق لوصل إلى الواقع ولهدي إلى سبيل الله تعالى ، وهو عبارة عن الواقع ، الجواب هو جواب المصنف قدسسره عنه ، وهو قد سبق.
هذا بعض الكلام مما يناسب المقام ، إذ تمام الكلام في وجود الجاهل القاصر