الاستحقاق تدل على فعلية التعذيب والعقاب مثل أخبار التثليث الدالة على أن الأخذ بالشبهة موجب للوقوع في الهلكة ، وسيأتي بيان الأخبار التثليث ، والحال إن الظاهر من الهلكة الهلكة الفعلية لا مجرد الاستحقاق.
وعليه : فالملازمة واضحة بين الاستحقاق وبين فعلية الهلكة والتعذيب والعذاب وعلى ضوء الملازمة المذكورة فلا تجري البراءة العقلية ، وهي قبح العقاب بلا بيان وبرهان ، ولا البراءة الشرعية في الشبهة الحكمية هذا قول الأخباريين من المجتهدين (رض).
في الجواب عن استدلال الخصم
فيجاب ، أولا : أن الاستدلال حينئذ يكون جدليا لا ينفع في إثبات المدعى إلّا باعتقاد الخصم ، وهو الاخباريون من المجتهدين رضي الله عنهم ، إذ الملازمة بين الاستحقاق وبين الفعلية أي فعلية التعذيب إنما يكون باعتقاده ولا نعتقد بهذه يمكن أن يكون الاستحقاق محققا ولا يتحقق التعذيب الفعلي تفضلا من المولى الجليل ومنة منه على عباده.
وثانيا : منع هذا الاعتراف من الخصم ، إذ لا تزيد الشبهة عنده على المعصية الحقيقية.
والحال : إنه لا ملازمة موجودة عنده بين الاستحقاق وبين الفعلية فيها فكيف يعترف الخصم بالملازمة بينهما في الشبهة ومجرد استدلاله بأخبار التثليث لا يقتضي الاعتراف بالملازمة فإن الوعيد بالهلكة في أخبار التثليث ليس إلّا كالوعيد بالعذاب على المعصية لا بد أن يكون محمولا على الاستحقاق ، فالوعيد بالعذاب على المعصية الحقيقية يدل على الاستحقاق ولا يدل على تحقق التعذيب الفعلي ، فكذا الوعيد بالهلكة على الوقوع في الشبهة لا يدل أيضا على تحقق العقاب الفعلي