يقدّم ما فيها ثم يؤكل لأنه يفسد وليس له بقاء فإذا جاء طالبها غرموا له الثمن قيل له يا أمير المؤمنين عليهالسلام لا يدرى أهي سفرة مسلم ، أو سفرة مجوسي فقال عليهالسلام هم في سعة حتى يعلموا (١).
وتقريب الاستدلال به على البراءة إن كلمة ما إما موصولة قد اضيفت إليها كلمة السعة فالناس في سعة الحكم الذي لا يعلمونه.
فإن قيل : إذا كانت الما موصولة فلا بد من أن تكون لها صلة والصلة لا بد أن تكون جملة حتى تصير الما الموصولة مع صلتها كلاما تاما مفيدا للمخاطب فائدة تامة بحيث يحسن السكوت عليه والجملة مستقلة بنفسها فلا بد لها من رابط يربطها بالموصول والرابط ضمير الغائب وهو مفقود فيه.
قلنا إن الرابط محذوف مقدر هنا لأنه منصوب بالفعل التام وحذفه أكثر من ذكره في نظم الكلام كما قال ابن المالك صاحب الألفية والحذف عندهم كثير منجلي في عائد متصل إن انتصب بفعل ، أو وصف كمن ترجو يهب أي ترجوه ، والناس في سعة ما لا يعلمونه.
وإما مصدرية يصح حلول لفظ ما دام محله أي الناس في سعة ما دام لا يعلمون فإذا كانت كلمة الما مصدرية وهي تتعلق بالسعة المنونة أي الناس في سعة ما دام لا يعلمون ، وعلى كل تقدير يتمّ المطلوب فالناس في سعة الحكم الواقعي المجعول في اللوح المحفوظ أي لا يجب الاحتياط عليه فيه ما دام لا يعلمونه من حيث الوجوب ومن حيث الحرمة فالحرمة والوجوب الواقعيان حيث لا يعلم الناس بهما يكون الناس منهما في سعة.
وعليه : فلو دل الدليل على وجوب الاحتياط في الحكم المجهول لكان معارضا لهذا الحديث فإن وجوب الاحتياط يقتضي كون المكلف في ضيق من
__________________
١ ـ الوسائل ج ٢ ط ق الباب ٥٠ من أبواب النجاسات ح ١١ ص ١٠٧٣.