والحديث الذي خرّجه من مائتي طريق ، لعله حديث البطاقة الذي رواه عن حمزة أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني المصري الصواف (ت ٤٤١) وسماه «جزء البطاقة» كما في «حسن المحاضرة» و «الرسالة المستطرفة» (ص ٩٠) وهدية العارفين (١ / ٣٣٦) فقال : «صنف مجلس البطاقة في تخريج الأحاديث». وحديث البطاقة هو الذي روى من طريق عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يصاح برجل من أمتي على رءوس الخلائق ، فينشر له تسعة وتسعون سجلّا ، كل سجل مدّ البصر ، ثم يقول الله عزوجل : «هل تنكر من هذا شيئا؟ فيقول : لا ، يا رب! فيقول : «أظلمتك كتبتي الحافظون؟» ثم يقول : «ألك عن ذلك حسنة؟» فيهاب الرجل ، فيقول : لا ، فيقول : بلى. إن لك عندنا حسنات ، وإنه لا ظلم عليك اليوم». فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. قال : فيقول : يا رب! ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقول : إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة.
والبطاقة في كفة. فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة» ا. ه. والبطاقة هي الرقعة والسجل هو الكتاب الكبير (١).
__________________
(١) وهو حديث صحيح : أخرجه الترمذي في جامعه (٢٦٣٩) وقال